مؤتمر ابل للمطورين 2024: هل تأخرت ابل عن ركب الذكاء الاصطناعي

مؤتمر آبل للمطورين: هل تأخرت آبل عن ركب الذكاء الاصطناعي؟

الجزء الأول: مؤتمر ممل أم تمهيد للثورة؟

كعادتي مع جميع مؤتمرات آبل، قمت بجدولة مشاهدة المؤتمر وحينما أتاني الإشعار شغلت الفيديو مباشرة. كان هذا المؤتمر مختلفًا بعض الشيء، فقد شعرت بأن الساعة الأولى منه كانت سريعة وفارغة نوعًا ما. على عكس أغلب مؤتمرات آبل، كان الجميع مملين، وكدت أغفو لعدة مرات. المفاجأة الأكبر ربما كانت هي عدم وجود ما يبهر.

لاحظت أن أحد المتحدثين (كريغ في الغالب) قام باستعراض فقرة كاملة لوحده، وهو أمر غير معتاد في استراتيجية آبل التي تعتمد على تنقل الحديث بين عدة مسؤولين. هذا يدل على الفراغ الذي شعرت به في البداية.

انتهت الساعة الأولى ولم أجد ما يمتعني إلا حاسبة الآيباد، ليس لعمل الحاسبة بحد ذاته، ولكن بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة فيها. أما التقنيات الأخرى التي أُعلن عنها، مثل تحريك الأيقونات والويدجتس، فلم تكن إلا ميزات عفا عليها الزمن في بيئة أندرويد وويندوز.

"ذكاء آبل": محاولة اللحاق بالركب

بدأ النصف الثاني من المؤتمر، وعادت قوة آبل الإعلانية للظهور (تقريبًا). بدأنا نرى تقنيات عديدة ومبشرة رغم أن أغلبها مكرر من خدمات تقدمها شركات أخرى مثل جوجل وسامسونج، ولكن طبعًا بأسماء جديدة. استمرت آبل في إبهارنا بقدرتها على تقديم الخدمات بشكل ترويجي مختلف تمامًا عن الآخرين.

"لكني سرعان ما أدركت شيئًا جديدًا وصادمًا، وهو أن متحدثي آبل كانوا يستخدمون صيغة المستقبل البسيط بدلًا من المضارع... وهنا أدركت أن ما تستعرضه آبل من خدمات ليس جميعه متوفرًا حاليًا."

هنا أيقنت أن آبل، التي عادةً ما تؤخر تبنيها للتقنيات حتى تنضج، أصبحت الآن متأخرة بشكل لا يرحم. بدأت الشركات منذ أكثر من سنة بتبني الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف وفعال، في حين أن آبل لا تزال تحاول اللحاق بالركب.

بالطبع كانت هناك نقاط مضيئة، مثل تحسينات Siri لتصبح أكثر ذكاءً وتفاعلاً، بالإضافة إلى شراكات مهمة مع شركات رائدة مثل OpenAI. هذه الشراكات قد تساعد آبل على تحسين منتجاتها بسرعة، لكنها أيضًا اعتراف ضمني بتأخرها في هذا المجال.

هل تستطيع آبل استعادة مكانتها؟

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تستطيع آبل أن تستعيد مكانتها الرائدة في مجال الابتكار، أم أنها ستظل متأخرة عن الركب؟ الجواب يعتمد على مدى قدرتها على تبني التقنيات الجديدة بسرعة وكفاءة. إذا استمرت في التأخر والاعتماد على سمعتها فقط، فقد تجد نفسها في موقف لا يمكن تجاوزه.


خاتمة

في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا. الجواب قد يتضح أكثر في السنوات القادمة مع تطور السوق وتنافس الشركات على تقديم الأفضل. لكن ما هو مؤكد الآن هو أن آبل بحاجة ماسة إلى تسريع وتيرة الابتكار لكي تظل في الصدارة.

تعليقات