الخميس، 27 يونيو 2024

مؤتمر ابل للمطورين 2024: هل تأخرت ابل عن ركب الذكاء الاصطناعي

 




كعادتي مع جميع مؤتمرات ابل، عملت جدولة لمشاهدة المؤتمر وحينما اتاني الاشعار شغلت الفيديو مباشرة. كان هذا المؤتمر مختلفا بعض الشيء. فقد شعرت بأن الساعة الاولى منه كانت سريعة بعض الشيء او لربما كان هذا الشعور متأتيا من حقيقة ان هذا الجزء من المؤتمر كان فارغا (نوعا ما).  وعلى العكس من اغلب مؤتمرات ابل كان الجميع مملين. كدت اغفو لعدة مرات او لربما غفوت قليلا فالمفاجٱت قليلة (او لربما كانت المفاجأة الاكبر هي عدم وجود ما يبهر في مؤتمر ابل). قام تيم كوك (او كريغ بالحقيقة لست اتذكر على وجه الدقة ولحظة كتابة هذه السطور تقطع الحكومة العراقية الانترنت بسبب امتحانات البكالوريا) باستعراض فقرة كاملة لوحده. ولمن لا يتابع مؤتمرات ابل فان ستراتيجية ابل تقتضي أن يبتدئ الرئيس التنفيذي (تيم كوك) المؤتمر بمقدمة جميلة لينتقل بعدها الى اقسام المؤتمر الرئيسية مثل الاعلان عن جهاز جديد او نسخة نظام تشغيل جديدة ثم يأتي دور الرؤساء الفرعيين ليقدموا لهذا الجهاز او نظام التشغيل وينقلوا الحديث الى مختصين اصغر في ترتيب ادارة ابل ثم ليعود الكلام اليه ليلخص ما قيل وليعود الكلام الى تيم كوك ليبدأ قسما اخر من اقسام المؤتمر. وهكذا حتى ينتهي المؤتمر. اما ان يقوم تيم (او كريغ) بكل الادوار ويستعرض فقرة كاملة فهذا يدل على الفراغ الذي اشرت اليه في البداية.

انتهت الساعة الاولى ولم اجد ما يمتعني الا حاسبة الايباد . ليس عمل الحاسبة بحد ذاته طبعا ولكن بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي فيها وفي تطبيق وتكاملهما معا. فالتقنيات الاخرى التي اعلن عنها لم تكن الا تقنيات عفا عليها الزمن في بيئة اندرويد وويندوز مثل تحريك الايقونات والويدجيتز الخاصة بايفون وايباد وتقسيم شاشة اجهزة ماك.

الذكاء الاصطناعي او ذكاء ابل كما تحب ابل تسميته

بدأ النصف الثاني من المؤتمر وعادت قوة ابل الاعلانية بالظهور من جديد (تقريبا). بدأنا نرى تقنيات عديدة ومبشرة رغم ان اغلبها مكرر عن خدمات تقدمها شركات اخرى مثل غوغل وسامسونج ولكن طبعا باسماء جديدة. وعلى الرغم من هذا الا انني اجبرت نفسي على تصديق ان كل هذه التقنيات (جديدة!) ومختلفة عما قدمه الاخرون. واستمرت ابل بابهارنا بما تقدمه من تقنيات ترويجية تصور للمتلقي الخدمات بشكل مختلف تماما عن الاخرين. ولكني سرعان ما ادركت شيئا جديدا وصادما (الا انه متوقع جدا) وهو ان متحدثي ابل كانو يستخدمون صيغة المستقبل البسيط بدلا من المضارع البسيط او حتى الماضي.. وهنا ادركت ان ما تستعرضه ابل من خدمات ليس جميعه متوفرا حاليا بل ان بعضه سيتم اصاره السنة القادمة.

هنا ايقنت ان ابل التي تؤخر تبنيها للتقنيات (حتى تنضج) او بالحقيقة حتى تصبح ارخص واقل تكلفة معتمدة بذلك على مدى تمسك مستخدمي اجهزتها وخدماتها بها، اصبحت الان متأخرة بشكل لايرحم. فقد بدأت الشركات منذ اكثر من سنة بتبني الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف وفعال، في حين أن أبل لا تزال تحاول اللحاق بالركب. من الواضح أن أبل تعتمد بشكل كبير على سمعتها وولاء عملائها، ولكن هذا قد لا يكون كافيًا في مواجهة التقدم السريع الذي تحرزه الشركات المنافسة.

في هذا المؤتمر، كانت هناك بعض النقاط المضيئة بالطبع. على سبيل المثال، تم الإعلان عن تحسينات في Siri لتصبح أكثر ذكاءً وتفاعلاً، إضافة إلى تطبيقات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة واللياقة. ومع ذلك، كانت هذه التحسينات أقل إثارة مما كنا نتوقع من أبل، الشركة التي اعتدنا منها على الابتكار والتفوق. نقطة أخرى مثيرة للاهتمام هي الشراكات التي أعلنت عنها أبل مع بعض الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي خصوصا اوبن اي آي وبرنامجها المعروف شات جي بي تي. هذه الشراكات قد تساعد أبل على تحسين منتجاتها وخدماتها بسرعة أكبر، ولكنها أيضًا تدل على أن أبل تعترف بتأخرها في هذا المجال.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تستطيع أبل أن تستعيد مكانتها الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، أم أنها ستظل متأخرة عن الركب؟ الجواب يعتمد على كيفية تعامل أبل مع التحديات الحالية، ومدى قدرتها على تبني التقنيات الجديدة بسرعة وكفاءة. إن مستقبل أبل يعتمد بشكل كبير على استراتيجيتها في التعامل مع الذكاء الاصطناعي. إذا تمكنت من تسريع وتيرة تبنيها للتقنيات الجديدة وتقديم منتجات مبتكرة تلبي احتياجات المستخدمين بشكل أفضل، فقد تستعيد مكانتها الرائدة. ولكن إذا استمرت في التأخر والاعتماد على سمعتها فقط، فقد تجد نفسها متأخرة بشكل لا يمكن تجاوزه.

في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تأخرت أبل عن ركب الذكاء الاصطناعي؟ الجواب قد يتضح أكثر في السنوات القادمة مع تطور السوق وتنافس الشركات على تقديم الأفضل في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. لكن ما هو مؤكد الآن هو أن أبل بحاجة إلى تسريع وتيرة الابتكار والتبني لتقنيات الذكاء الاصطناعي لتظل في الصدارة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عشرة اساليب لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة علمية وقانونية كي تصبح باحثًا أكثر تطورًا

في ظل التطورات التكنولوجية السريعة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة حيوية في مختلف المجالات، بما في ذلك البحث العلمي. يمكن للباحثين استخدام الذكا...