متصفحات الذكاء الاصطناعي: هل ستغير نظرتنا للمتصفحات؟ متصفح كوميت من بربليكستي مثالاً

متصفحات الذكاء الاصطناعي: هل ستغير نظرتنا للمتصفحات؟ متصفح كوميت من بربليكستي مثالاً

مع بداية ثورة الذكاء الاصطناعي الأخيرة نهاية 2023 ونحن لا نكاد نلحق بركب التطور الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي، فمن النماذج اللغوية الكبيرة إلى المساعدات الشخصية الذكية ومن أدوات البحث التخصصية والعميقة المدعمة بالذكاء الاصطناعي إلى أنظمة التشغيل التي دمجت الذكاء الاصطناعي في أدق تفاصيلها وصولا إلى البرامج التي عجت بخدمات ذكاء اصطناعي حولت المستخدم البسيط إلى شركة انتاجية متقدمة ثم إلى المتصفحات التي لم تكتف بمنصب نظام التشغيل البديل الذي أهدته لها تطبيقات الويب لتقوم الآن بتضمين الذكاء الاصطناعي ضمن خدماتها فتختصر لنا بحثنا عما نريد أو تجهزنا بمساعد ذكي يلخص المقالات. لكننا بالطبع اعتدنا على البحث عن هذه الخدمات بين طيات عمالقة المتصفحات مثل كروم وفايرفوكس وايدج وسفاري واوبرا وليس من شركات الذكاء الاصطناعي نفسها.

كوميت اول متصفح يغير قواعد اللعبة

على العكس تماما من المتصفحات التي عاشت في حواسيبنا و أجهزتنا الذكية قبل ثورة الذكاء الاصطناعي الكبرى، ولد كوميت من رحم الذكاء الاصطناعي ومن شركة بدأ نجمها يسطع كشركة ذكاء اصطناعي موثوقة النتائج (غالبا ما أصف نتائجها بالموثوقية للباحثين الذين يريدون مصادر علمية حقيقية لا هلوسات جي بي تي وجيميناي)، فجاء مصمما ومبنيا خطوة بخطوة على الذكاء الاصطناعي (على الرغم من أنه بني ضمن مشروع كروميوم). وقد احتوى (كسابقيه) على خدمات ذكاء اصطناعي ولكن هذه المرة بتجربة فريدة حيث تدور جميعا حول رؤية جديدة تضع المتصفحات على سكة غير مسبوقة، فهي الآن مساعدنا الشخصي الذي لا نحتاج الى ان ندفع له ولا الى أن نشرح له كل صغيرة وكبيرة من أعمالنا. مساعد يعمل بصمت ولا يشغل حيزا في فراغنا وليست له حياة خاصة تربكه وتثنيه عن خدمتنا. وهي الآن وكيلنا الذي يدلنا على أفضل العروض والأسعار بل وأفضل الوجهات السياحية التي تنفعنا اذا ما قررنا ان نرتاح قليلا من صخب الحياة العصرية.

تجربتي الأولى مع كوميت

منذ أول لحظة سمعت بها عن متصفح كوميت (من فيديو قصير من تيكتوكر عربي) وانا اختبر هذا المتصفح بشغف لا لشيء ولكن لأن هذه الشركة كما أسلفت كانت بدايتي الأولى مع استغلال الذكاء الاصطناعي في البحث عن مصادر لبحوثي وبحوث طلبتي في العلمية. ولأن هذا المجال لم يكن يحتمل الخطأ لم آمن لا للنماذج اللغوية العامة ولا إلى منصات البحث العلمي كغوغل سكولر وسكوبص وغيرها والتي لم تواكب بشكل مقبول ثورة الذكاء الاصطناعي ولم تدمج البحث عبر الذكاء الاصطناعي (بشكل احترافي) للحصول على المصادر. ومن هنا جاءت اللحظات الأولى لتنصيب كوميت.

كوميت وإلى لحظة كتابة المقال لم يكتمل على الأجهزة الذكية (وهو أمر لا يهمني كثيرا كوني باحثا استخدم اللابتوب وسيلة للبحث) لذا شرعت بتنصيبه على بيئة ويندوز 11 وكان انطباعي الأول عنه يتسم بالرضا، فهو متصفح خفيف الظل، جميل الشكل والتصميم، تم اختيار ألوانه باحترافية عالية وواجهته (وهي الأهم) جاءت بتصميم عصري بسيط غير مربك يمكن لأي مستخدم أن يعتاد عليها بسهولة ويسر. سجلت بالمتصفح بحساب غوغل (انا دائما أميل إلى التسجيل بالمتصفحات لأضمن التنقل السلس بين أجهزتي المختلفة).

لقطة شاشة لواجهة متصفح كوميت الرئيسية
الواجهة الرئيسية العصرية لمتصفح كوميت التي وصفتها في المقال.

ما هي الخدمات التي ميزتها من الوهلة الأولى؟

جاء المتصفح مع زر للمساعد الشخصي الذي ما أن ضغطت عليه حتى حلل لي الموقع الذي كنت أتصفحه في واجهة المتصفح الرئيسية وقد تعمدت التنقل عبر مواقع اخرى لاختبار كفاءته في تحليل المواقع وكان جيدا جدا. كما اعجبني في الشريط الجانبي زر Perplexity AI Spaces الذي عرفني المساعد الشخصي عليه قائلا:

"يتيح لك إنشاء مساحة جديدة للنقاش أو التعاون. يمكنك إضافة وصف للمساحة، ثم بدء النقاش أو البحث أو طرح أي سؤال داخل هذه المساحة. الصفحة توفّر اختصارات للبحث، اختيار نموذج الذكاء الاصطناعي للرد، وإعدادات متعلقة بحديثك داخل المساحة. تظهر أيضًا محادثاتك أو المواضيع التي بدأت بها في هذه المساحة. الموقع بشكل عام يُستخدم لغرض الإجابة على الأسئلة والبحث التفاعلي باستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة منظمة ضمن مساحات خاصة أو عامة."

وقد شرعت باختباره قبل كتابة هذه السطور ويبدو واعدا جدا. كما وأتمنى أن لا يصبح هذا المكان مرتعا للاعلانات في قابل الأيام خصوصا وأن بربلكستي توفر خدمات وحسابات مدفوعة علاوة على الخدمات المجانية (التي اجدها راقية جدا). فمن أجمل خصيصة يتميز بها المتصفح (الآن) هي عدم الاكتضاض.

من الخدمات الأخرى التي أعجبتني هي خدمة الوضع الصوتي التي تمكننا من استخدام المتصفح عن طريق الصوت فقط وقد جربته وكان سريعا وراقيا جدا (على عكس بعض المساعدات المسماة بالذكية مثل سيري). سألته عن موقع مدونتي (كتجربة قائلا: "أبحث عن موقع اسمه مدونة محمد رضا للتقنية." فرد علي بعد بحث صغير ببعض المعلومات عن مدونتي وسألني ان كنت اريد جمع المزيد من المعلومات لكني قلت له: "لا انقلني فقط إليه" وبلمح البصر فتح الموقع وبكل سلاسة.

وأخيرا أود أن أقول بأن هذا المقال هو تجربة شخصية احببت ان اشاركها مع قرائي الأعزاء، وليس بأي حال من الأحوال دعاية للمتصفح ولا للشركة. كما أنني أتطلع لتجربة متصفحات جديدة أخرى مبنية على الذكاء الاصطناعي كما أتمنى أن لا تتأخر الشركة بطرح نسخ متصفحها على أنظمة التشغيل الأخرى وعلى وجه الخصوص لينكس.

رابط تحميل المتصفح

محمد رضا عباس

تعليقات